تم نسخ الرابط

الرئيس اللبناني يدعو إلى الحوار ويُحذر من الانزلاق نحو العنف

الرئيس اللبناني يدعو إلى الحوار ويُحذر من الانزلاق نحو العنف

بيروت - Mohamed Elfahla نشر فى: 2025-04-13 09:13:45 اخر تحديث: 2025-04-13 09:13:45

اعداد:محمد الفحله

في خضم أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة تعصف بلبنان، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى اعتماد الحوار الوطني كسبيل وحيد لحل القضايا الداخلية، محذرًا في الوقت ذاته من خطورة الانزلاق إلى العنف والفوضى، الذي لن يؤدي – بحسب تعبيره – إلا إلى مزيد من الانقسام والمعاناة للشعب اللبناني.

وجاءت تصريحات الرئيس خلال كلمة ألقاها في مناسبة وطنية حضرتها شخصيات سياسية ودينية بارزة، حيث شدد على أن "لبنان لا يحتمل مزيدًا من الصراعات الداخلية، وأن الحل لا يمكن أن يكون إلا عبر التفاهم والتوافق بين مكوناته".

تحذير من استخدام الشارع كورقة ضغط

وفي إشارة واضحة إلى التحركات الاحتجاجية الأخيرة التي شهدتها عدة مدن لبنانية، قال عون: "اللجوء إلى الشارع لا يجب أن يكون بديلًا عن الحوار، لأن الشارع قد يُستغل، وقد ينفجر في وجه الجميع دون تمييز."

وأضاف: "إن الانقسامات السياسية والطائفية يجب ألا تكون سببًا في تعطيل المؤسسات، بل يجب أن تشكل دافعًا للعمل المشترك على أساس المواطنة والدستور."

أزمة سياسية خانقة

وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الفراغ الحكومي وتعثر التوافق بين القوى السياسية على عدد من القضايا الأساسية، أبرزها الإصلاحات الاقتصادية والمالية، ومصير الانتخابات النيابية، إضافة إلى الانهيار المتواصل في سعر صرف الليرة اللبنانية وتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين.

ويواجه لبنان اليوم إحدى أسوأ أزماته منذ نهاية الحرب الأهلية، حيث يعيش أكثر من 80% من سكانه تحت خط الفقر، وتكاد الخدمات العامة تنهار بالكامل في ظل غياب الدعم الدولي الفعال.

دعوات للحوار من مختلف الأطراف

وقد لاقت دعوة الرئيس صدىً لدى عدد من الأطراف السياسية والدينية، حيث رحبت بكركي (الكنيسة المارونية) بالدعوة، معتبرة أن "لبنان لا يُبنى إلا بالتوافق والتنازل المتبادل". كما دعا عدد من النواب إلى "مائدة حوار شاملة تحت رعاية رئاسة الجمهورية وبمشاركة كل الأطراف، دون شروط مسبقة".


خاتمة

في وقتٍ تبدو فيه البلاد على مفترق طرق، تمثل دعوة الرئيس للحوار فرصة حقيقية – إن تم التقاطها بجدية – لتفادي مزيد من الانهيار والانقسام. ويبقى السؤال: هل تنجح القوى السياسية اللبنانية في وضع الخلافات جانبًا والجلوس إلى طاولة واحدة لإنقاذ ما تبقى من الوطن؟