اعداد: محمد الفحله
أثار هجوم دموي جديد في إقليم دارفور موجة من الغضب والقلق، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية السودانية ومنظمات إغاثية محلية ودولية عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص جراء هجوم شنّته قوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين، الواقع قرب مدينة الفاشر، شمال دارفور.
ووفقًا لشهادات ميدانية، استخدمت القوات المهاجمة أسلحة ثقيلة خلال اقتحام المعسكر، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال. كما تسبب الهجوم في فرار الآلاف من سكان المعسكر إلى مناطق غير آمنة، وسط انعدام شبه تام للخدمات الأساسية.
تنديد واسع وتحقيقات دولية مرتقبة
وأعربت وزارة الخارجية السودانية في بيان رسمي عن "إدانتها الشديدة لهذا الاعتداء الوحشي على المدنيين الأبرياء"، معتبرةً أن ما جرى يُعد "جريمة ضد الإنسانية". ودعت الحكومة إلى تحقيق عاجل من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية لمحاسبة المسؤولين عن الحادث.
كما وصفت منظمات إغاثة الهجوم بأنه "واحد من أكثر الاعتداءات دموية منذ بداية النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العام الماضي"، مشيرةً إلى أن فرق الإغاثة لم تتمكن من الوصول إلى الضحايا بسبب استمرار التوتر في المنطقة.
دارفور.. جرح لا يندمل
ويُعد معسكر زمزم من أكبر مخيمات النزوح في دارفور، حيث يضم أكثر من 150 ألف نازح ممن فرّوا من العنف خلال السنوات الماضية. وقد تعرض المعسكر سابقًا لعدة محاولات اقتحام ونهب، لكن الهجوم الأخير يُعد الأكثر دموية.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يواجه فيه السودان أزمة إنسانية متفاقمة، وسط صراع على السلطة بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ما أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين داخل وخارج البلاد.
مطالب بتحرك دولي فوري
دعت منظمات إنسانية المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات حازمة لوقف استهداف المدنيين في السودان"، محذرة من أن استمرار التراخي الدولي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية لا يمكن احتواؤها.
فيما حذّرت الأمم المتحدة من أن تصاعد العنف في دارفور يهدد بعودة النزاعات العرقية التي شهدها الإقليم في العقدين الماضيين، ويزيد من تعقيد جهود الوساطة والتسوية السياسية في البلاد.