اعداد:محمد الفحله
أعلنت جماعة الحوثي في اليمن، اليوم، أن غارات جوية نُسبت إلى القوات الأمريكية استهدفت محافظة الحديدة الساحلية، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 13 آخرين، بينهم مدنيون. وتأتي هذه الغارات في وقت حساس حيث تشهد المنطقة تصاعدًا في وتيرة الاشتباكات بين الحوثيين والتحالف العربي بقيادة السعودية.
وأفادت مصادر محلية أن الغارات استهدفت مناطق سكنية ومنشآت مدنية في الحديدة، وهو ما خلف دمارًا واسعًا في البنية التحتية وأدى إلى حالة من الهلع بين السكان. وقالت مصادر طبية إن المستشفيات في المدينة تواجه ضغوطًا هائلة جراء ارتفاع أعداد المصابين، حيث يخشى أن تتفاقم الأوضاع الصحية في ظل نقص المواد الطبية.
من جانبه، رفض المتحدث باسم الجيش الأمريكي التعليق بشكل مباشر على الحادثة، لكنه أكد في بيان له أن الولايات المتحدة "تلتزم بحماية مصالحها الأمنية في المنطقة" وأن العمليات العسكرية الأمريكية تتم وفقًا "للقوانين الدولية". ورغم ذلك، فإن الحادثة أثارت ردود فعل غاضبة من قبل جماعة الحوثي، التي اعتبرت الهجوم "انتهاكًا صارخًا للسيادة اليمنية" وتهديدًا للأمن الإقليمي.
وفي تصريحات إعلامية، أكد المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، أن هذه الغارات تأتي في وقت حساس حيث يواصل اليمن معركته ضد التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية، وأضاف: "الولايات المتحدة تسهم في تأجيج الصراع الدائر في بلادنا، وتدفع بالوضع نحو المزيد من التدهور".
من ناحية أخرى، دعت منظمات حقوقية دولية إلى إجراء تحقيق مستقل في الهجوم، مشيرة إلى أن مثل هذه الغارات تزيد من معاناة المدنيين في وقت يحتاج فيه اليمن إلى حلول سلمية لإنهاء الحرب التي دخلت عامها العاشر.
وتعد الحديدة من أهم المناطق الاستراتيجية في اليمن، كونها تضم ميناءً حيويًا يعتبر الشريان الرئيسي لوصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد. ويعكس الهجوم الأخير استمرار تعقيدات الصراع اليمني، حيث تتداخل أطراف متعددة مع مصالح متباينة في هذا النزاع الطويل.
