اعداد:محمد الفحله
أعلنت الحكومة الإندونيسية، اليوم، عن استعدادها لاستقبال نحو 1,000 فلسطيني من المتضررين في قطاع غزة بشكل مؤقت، في خطوة إنسانية تهدف إلى التخفيف من معاناة المدنيين جراء التصعيد المستمر والحصار الخانق الذي يعيشه القطاع منذ أشهر.
وأوضح بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الإندونيسية أن الأولوية في الاستضافة ستُمنح للجرحى الذين يحتاجون إلى علاج طبي عاجل، بالإضافة إلى الأطفال الأيتام الذين فقدوا ذويهم في القصف. وأكدت الوزارة أن التنسيق جارٍ مع الأمم المتحدة، والسلطة الفلسطينية، والجهات الدولية المعنية، لضمان تنفيذ المبادرة بشكل منظم وآمن، ووفقًا للقوانين الإنسانية والدولية.
وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مارسودي، في مؤتمر صحفي: "إندونيسيا تقف دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وهذه الخطوة تعبّر عن التزامنا الأخلاقي والإنساني بدعم الضحايا الأبرياء، خاصة في ظل الظروف المأساوية التي تمر بها غزة". وأضافت: "لقد حصلنا على موافقة جميع الأطراف المعنية، ونقوم حاليًا بإعداد الترتيبات اللوجستية والطبية اللازمة".
ومن المقرر أن يتم نقل المستفيدين من المبادرة عبر جسر جوي إنساني تنظمه بالتعاون مع منظمات دولية مثل الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، على أن يُستقبلوا في مراكز خاصة داخل إندونيسيا توفر الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي.
وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبًا واسعًا في الأوساط الشعبية الإندونيسية والعربية، واعتبرها مراقبون خطوة نادرة تعكس تضامنًا فعليًا بعيدًا عن الخطابات السياسية، في وقت تواجه فيه غزة شللًا شبه تام في منظومتها الصحية والإنسانية.
وتأتي هذه المبادرة في ظل تصعيد ميداني مستمر في القطاع، حيث تشن إسرائيل غارات متواصلة أدت إلى مئات القتلى والجرحى، وسط تحذيرات أممية من "كارثة إنسانية غير مسبوقة" إذا لم يتم فتح ممرات آمنة لإغاثة المدنيين.