اعداد:محمد الفحله
أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن استعداد بلاده لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك عبر وساطة سلطنة عمان. وتُعد هذه الخطوة الأولى من نوعها منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم، ما يعيد إلى الواجهة ملفًا شائكًا طالما أثار توترات إقليمية ودولية.
وقال عراقجي، في مؤتمر صحفي عقده في طهران اليوم، إن المفاوضات غير المباشرة تهدف إلى "استكشاف إمكانية العودة إلى تفاهمات تضمن مصالح جميع الأطراف، دون المساس بحقوق إيران السيادية في تطوير برنامجها النووي السلمي". وأضاف أن "عمان ستستضيف اللقاءات باعتبارها دولة محايدة ومقبولة من الطرفين".
وتأتي هذه المبادرة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، وتزايد القلق الدولي من تسارع أنشطة إيران النووية، خاصة بعد تقارير تفيد بتخصيب اليورانيوم بنسب تقترب من مستوى الاستخدام العسكري.
من جانبه، لم يصدر تعليق رسمي من الإدارة الأمريكية حتى الآن، إلا أن مصادر دبلوماسية أمريكية تحدثت عن "انفتاح مشروط" على الحوار، شريطة أن تُظهر طهران التزامًا جادًا بتقليص أنشطتها النووية والامتثال للرقابة الدولية.
ويُذكر أن سلطنة عمان لعبت دورًا محوريًا في تسهيل المحادثات السرية التي سبقت توقيع الاتفاق النووي الأصلي في عام 2015، مما يمنحها ثقة كوسيط محتمل في استئناف العملية التفاوضية.
ويرى مراقبون أن العودة إلى طاولة التفاوض تمثل فرصة ثمينة لتخفيف التوترات، لكنها في الوقت ذاته تواجه تحديات كبيرة، أبرزها انعدام الثقة المتبادل وتغير أولويات الأطراف منذ انهيار الاتفاق السابق.
وفي حال نجاح هذه الجولة من المحادثات، فقد تمهد الطريق لاتفاق جديد، يُعيد ضبط العلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران، ويُسهم في استقرار أوسع في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من سلسلة من الأزمات المتداخلة.