الانتخابات ليست مجرد عمليه إدارية لاختيار ممثلين ، بل هي أحد أعمدة النظام الديمقراطي ، وأداة مباشره لمشاركة المواطنين في صناعة القرار ، وتحديد مصير الوطن ومستقبله .
نزول المواطن للانتخابات – سواء كانت رئاسيه ، برلمانيه ، محليه أو نقابيه – له فوائد عظيمه تنعكس على الفرد والمجتمع والدولة بأكملها .
١. ممارسه للحقوق الدستوريه
نزول المواطن للانتخابات هو ممارسة فعلية لحقه الدستوري في اختيار من يمثله ، وهو تجسيد لسيادة الشعب ، التي تُعد جوهر أي نظام ديمقراطي .
فالصمت أو الامتناع عن التصويت يُفقد المواطن هذا الحق ، ويجعل الآخرين يقررون مصيره بدلاً منه .
٢. المساهمة في بناء الدوله
كل صوت يُحدث فرقًا . المشاركه في الانتخابات تعني المشاركة في بناء المؤسسات التشريعيه والتنفيذيه ، والمساهمه في صنع القوانين ورسم السياسات العامه التي تؤثر على حياة الناس ، من التعليم والصحه ، إلى الأمن والاستثمار والاقتصاد .
٤. تعزيز الاستقرار السياسي
الانتخابات المنتظمه ، والمشاركه الواسعه فيها تساهم في تقوية شرعية النظام السياسي ، وتغلق الطريق أمام الفوضى أو التدخلات الخارجيه . فالمشاركه الشعبيه ترسل رساله واضحه أن هناك توافقًا وطنيًا على إدارة الدوله عبر أدوات مدنيه وسلميه .
٤. محاسبة المسؤولين وتقييم أدائهم
عندما يشارك المواطن في الانتخابات ، فهو لا يختار فقط ، بل يُقيّم و يعيد انتخاب من أثبت كفاءته ، ويعاقب بالصندوق من خذله أو قصر في أداء مهامه .
هذه الدوره الديمقراطيه تخلق مسؤوليه حقيقيه لدى المسؤولين ، وتجعلهم يعملون بجد لكسب ثقة الشعب .
٥. إسماع صوت الفئات المهمشة
الانتخابات وسيله فعاله للفئات التي لا تملك منبرًا أو صوتًا قويًا ، لتفرض وجودها وتُعبر عن مصالحها ، سواء كانوا شبابًا ، نساء ، عمالًا ، فلاحين ، أو سكان مناطق نائيه .
النزول الجماعي لتلك الفئات يفرض أولوياتهم على جدول أعمال الدوله .
٦. الرد على الشائعات ومحاولات الإحباط
المشاركه القويه في الانتخابات هي الرد العملي على حملات التشكيك في الدوله ، وعلى دعوات المقاطعه أو الفوضى التي تهدف إلى هدم المؤسسات . النزول للتصويت يُظهر وعي الشعب وإيمانه بأن الإصلاح لا يأتي إلا من الداخل ، وبوسائل مشروعه .
٧. ترسيخ ثقافة المشاركه
الانتخابات تعزز مفهوم المشاركة المجتمعيه . المواطن الذي يُشارك في الانتخابات ، غالبًا ما يكون أكثر وعيًا ، وأكثر انخراطًا في الشأن العام ، ويهتم بالخدمات ، ويتابع الأداء الحكومي ، ويشارك في العمل التطوعي ، مما يصنع مجتمعًا أكثر تماسكًا وفعاليه .
---
في الختام
الانتخابات ليست يومًا عابرًا ، بل لحظه فاصله في حياة الأمم ونزول المواطن لصناديق الاقتراع هو تعبير حضاري عن مسؤوليته تجاه وطنه .
فلنحرص جميعًا على أن يكون لنا دور ، وأن نُسهم بصوتنا في رسم مستقبل بلادنا ، بدلاً من تركه في يد غيرنا .
---
صوتك مسؤوليه لا تفرّط فيه !