بينما تنشغل الشعوب بالصراعات السياسية والمعارك العسكريه ، هناك معركة أخطر تدور بهدوء : معركة تستهدف الإنسان من الداخل .
ليست معركة حدود أو جيوش ، لكنها معركة قيم وهويه .
الهدف ليس تفجير مبانٍ ، بل تفكيك المجتمعات من داخلها ، وإضعاف مناعة الشعوب عبر ضرب المنظومه الأخلاقيه والدينيه والثقافيه .
الخصم لا يحمل سلاحًا تقليديًا ، بل يقدّم محتوى ترفيهيًا ، وسخريه ، وتشكيكًا في الثوابت ، واستهانة بكل ما هو جاد وعميق .
يتكرر نفس النمط في عدة دول عربيه : سوريا ، العراق ، لبنان ، ليبيا ، تونس ، السودان ، واليمن .
كلها بدأت بالتشكيك ، ثم الانقسام ، ثم الانهيار .
المستهدف ؟
الأسره
الدين
الرموز الوطنيه
التعليم الحقيقي
والهويه الثقافيه
كل ذلك يجري استبداله بنموذج "محايد" لإنسان بلا جذور ولا انتماء :
لا يرى الوطن إلا كعبء ، ولا الدين إلا كقيد ، ولا الأخلاق إلا كقيود اجتماعيه يجب التخلص منها .
كيف تُشنّ الحرب ؟
من خلال وسائل تبدو بريئه : فيديوهات ، محتوى ترفيهي ، نقاشات سطحيه ، وترندات تافهه .
لكنها تقود تدريجيًا إلى تغيير عميق في نظرتنا للحياة ولأنفسنا .
والأخطر من ذلك ، أن يتم تصوير من يتحدث عن هذه المؤامره وكأنه شخص مهووس أو رجعي .
لكن الحقيقه أن هناك مشروعًا عالميًا لإعادة تشكيل الوعي ، بما يخدم مصالح كبرى لا ترى في الشعوب سوى أدوات استهلاك .
المواجهه !
المطلوب اليوم ليس فقط وعي سياسي ، بل وعي أخلاقي وثقافي .
أن تحمي أبناءك من الانزلاق ، وأن تتمسك بالقيم النبيله ، وأن تفخر بانتمائك رغم كل محاولات التشويه .
مصر عبر تاريخها كانت دائمًا عصيّه على السقوط .
كل محاولات تفريغها من معناها باءت بالفشل لأن الإنسان المصري في جوهره متماسك ، متجذر ، وواعٍ لحظة الخطر .
الخلاصه :
نعم ، هناك معركه دائره على العقل والوجدان .
ونعم ؛ حماية الوعي اليوم هي أولى خطوات حماية الوطن .
من لا يملك قيمًا لا يمكنه الدفاع عن أي شيء .
الله الوطن الجيش