تم نسخ الرابط

بقلم رولا ابراهيم المغربي     أمّي كانت حقيقه وأنّي كنت الخيال

بقلم رولا ابراهيم المغربي       أمّي كانت حقيقه وأنّي كنت الخيال

عبير الصلاحات نشر فى: 2022-03-21 00:30:46 اخر تحديث: 2022-03-21 00:30:46

.بقلم رولا ابراهيم المغربي

يُحكى أنّ       أمّي كانت حقيقه وأنّي كنت الخيال.

كبُرت وأنا اعتقد أن العالم بأسره سيموت إلّا أبي وأمي 
لن يموتا ، سيقترب الموت من كل شئ وسيبتعد عمّن  جنّتي تحت قدميهما.

كثيراً ما أختلي بنفسي لأردّد بصوتٍ خَفِيّ   ماما    بابا
ويخفق قلبي بقوه معلناً أنّي لازلت استطيع أن أنطِقَ بهما برغم تلك السنين العجاف .
مضى مايقارب الثلاثون عاماً على وفاة والدتي رحمها الله لكني لازلت أذكرها ، أذكر تلك الملامح وتلك الابتسامه ، أذكر تلك اليدين الجميلتين وكأني أتحسسهما وهما تضفران لي ضفيرتين قبل ذهابي للمدرسه ، لا أذكر صوتها كثيراً ، لكني لا أنسى الليله الأخيره وهي على فراش الموت كان صوتها واضحاً وكأني أسمع صداه الآن ينادي  رولا رولا وين خوانك !!!
فارقت أمي الحياه ولم أكن حينها أدرك  معنى الموت ، كل ما كنت أعيه أنّي لن أراها بعد اليوم ، لكن اموري ستمشي وسأكبر ، كبرت لكن ذلك الخيال لا يفارقني   ، أحياناً كثيره يأسرني الاشتياق ، كيف كانت ستبدو  لو أنها بيننا الآن ؟؟؟ 
هل سيبقى نفس الاشتياق وشغف التعلّق ؟؟؟أم أن الفقد يزيد من الاشتياق ؟؟؟؟ هل كنت سأبرّها بنفس القدر الذي أتمنى أن أبرّها لو كانت على قيد الحياه!!!!!!
أشتاق لتلك الحكمه ، واشتاق لذلك الدعاء الذي فقدناه بفقدها.
وبراً بوالدتي لا بد أن أذكر أبي
احساسي باحتياجه لا تستطيع كلمات العالم التعبير عنه
لم يكن والدي ، بل كان صديقي الصدوق وكان حبيبي الحبيب
مات والدي وماتت الرجوله بعده.

موحشةٌ هي فكرة الموت ، لكنها جميله حين أوقن أنّي سألقاهما ، كثيراً ما أسبح في الخيال أراني أُبعثُ من قبري أبحث عنهما سأختبئ تحت كتفيّ والدي وبجانبي والدتي وسندخل الجنّه زمرا ، لكني لن أفارقهما وسأطلب من الله أن يبقيهما لي  ويبقيني خادمةً لهما (حتى في الجنه)فلم أوفيهما حقهما في الدنيا كما أراد الله .

كان ذلك خيال         لكن والداي هما الحقيقه

شيئان لا نستطيع التحديق بهما   الشمس  والموت 

رولا ابراهيم المغربي