تم نسخ الرابط

مجدي يعقوب: جراح القلب الذي غير وجه الطب في العالم العربي

مجدي يعقوب: جراح القلب الذي غير وجه الطب في العالم العربي

بورسعيد - Mohamed Elfahla نشر فى: 2025-04-13 10:39:55 اخر تحديث: 2025-04-13 10:41:05

اعداد:محمد الفحله

في عالم الطب، هناك شخصيات خالدة أسماؤها تُخلّد في صفحات التاريخ بفضل إنجازاتها الاستثنائية، وأحد أبرز هؤلاء هو الدكتور مجدي يعقوب، جراح القلب المصري الذي أصبح رمزًا للإنسانية والتفوق الطبي على مستوى العالم. اشتهر في مجال جراحة القلب وزراعة الأعضاء، وحقق نجاحات غير مسبوقة جعلت منه واحدًا من أعظم الجراحين في العالم. لكنه لم يقتصر على تقديم العلاجات الطبية فقط، بل كان له دور كبير في تغيير حياة آلاف المرضى من خلال عمله الخيري وتأسيسه مركزًا متقدمًا في مصر لتقديم العلاج والبحث العلمي في جراحة القلب.

بداية الرحلة الطبية

وُلد الدكتور مجدي يعقوب في 16 نوفمبر 1935 في مدينة طنطا، ليصبح أحد أعظم الأطباء في العالم. بدأ مسيرته العلمية بالتخرج من كلية الطب في جامعة القاهرة، ليواصل تحصيله العلمي في بريطانيا حيث أكمل دراسته وتخصص في جراحة القلب. هناك، بدأ اسمه يسطع، واكتسب سمعة طبية مرموقة بفضل تفوقه الطبي وابتكاراته الجراحية.

التأثير العالمي

عمل مجدي يعقوب في المستشفيات البريطانية الرائدة، ومنها مستشفى "هارلي ستريت" في لندن، وقدم العديد من الإنجازات البارزة في مجال جراحة القلب. كان من الأوائل الذين ساهموا في تطوير تقنيات جراحة القلب وزراعة الأعضاء، وكان له الفضل في إجراء أول عملية زراعة قلب في بريطانيا في السبعينيات، وهو إنجاز يُعتبر حجر الزاوية في تطور هذا المجال في العالم.

ولم يتوقف تأثيره عند حدود بريطانيا، بل امتد إلى مختلف أنحاء العالم، حيث أجرى العديد من العمليات الجراحية المعقدة، وأنقذ حياة آلاف المرضى الذين كانوا يعانون من أمراض القلب القاتلة. وبفضل سمعته العالمية، أصبح يعقوب أحد الأطباء الأكثر طلبًا في العالم، إذ استقبل مرضى من مختلف الجنسيات.

العودة إلى مصر: مركز مجدي يعقوب في أسوان

بالرغم من مكانته الطبية العالمية، لم ينسَ الدكتور مجدي يعقوب وطنه مصر، فكان يسعى دائمًا لإعادة الأمل لآلاف المصريين الذين يعانون من أمراض القلب. في عام 2009، قرر تأسيس مركز مجدي يعقوب لأبحاث وعلاج أمراض القلب في مدينة أسوان، ليكون أحد أبرز المشاريع الطبية في تاريخ مصر.

الهدف من إنشاء المركز كان ليس فقط تقديم العلاج للمواطنين المصريين ولكن أيضًا لتدريب الأطباء الشبان على أحدث أساليب جراحة القلب والبحث الطبي. ومن خلال المركز، أصبح يعقوب قادرًا على إجراء العمليات الجراحية المعقدة والتعامل مع الحالات الطبية الصعبة في بيئة مهيأة تجهيزًا وتقنيًا.

المركز لم يكن فقط مؤسسة طبية بل كان أيضًا مركزًا علميًا للبحث في أمراض القلب، مما يعزز الدور البحثي والتعليمي في مجال الطب في مصر. وبدعم من المجتمع المحلي والعالمي، نجح المركز في تحقيق العديد من الإنجازات الطبية، وأصبح مكانًا مرموقًا في مصر والشرق الأوسط.

تكريمات وإنجازات عالمية

على مر السنوات، حصل الدكتور مجدي يعقوب على العديد من الجوائز والتكريمات العالمية تقديرًا لمساهماته الطبية. في عام 2017، تم تكريمه من قبل الملكة إليزابيث الثانية ومنحته لقب "فارس"، وهو تكريم رفيع المستوى. كما حصل على جائزة "التميز الطبي" من مؤسسات طبية عالمية، وشارك في العديد من المؤتمرات الطبية الدولية، حيث أصبح يُعتبر مرجعًا علميًا في مجال جراحة القلب.

رسالة العطاء

لكن، بعيدًا عن نجاحاته المهنية، يظل الجانب الإنساني في شخصية الدكتور مجدي يعقوب هو الأكثر تميزًا. فهو ليس مجرد جراح قلب مبدع، بل هو إنسان تٌكرس حياته لخدمة الآخرين، ومثال حي على العطاء غير المحدود. إن ما يجعل الدكتور يعقوب يستحق الاحترام ليس فقط براعته في غرفة العمليات، ولكن أيضًا في جهوده المستمرة لتطوير التعليم الطبي، وتحسين الرعاية الصحية في بلاده، وتقديم المساعدة الطبية للعديد من الفئات المحرومة.

الخلاصة

الدكتور مجدي يعقوب هو ليس مجرد جراح قلب عالمي، بل هو رمز للعطاء والإبداع الطبي. من خلال أعماله وإنجازاته، قدّم نموذجًا يحتذى به في مجال الطب والإنسانية. وإذا كانت هناك شخصية طبّية تجسد الروح الحقيقية للطب كما هو في جوهره، فهي بالتأكيد شخصية الدكتور مجدي يعقوب.

لقد قدم لنا نموذجًا حيًا على كيفية التوفيق بين العلم والعطاء، وكيفية استخدام المعرفة لمساعدة البشرية، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الطب الحديث، ليس في مصر فقط، بل في العالم أجمع