بقلم : المستشار ياسر مراون
في مثل هذا اليوم من عام ٢٠١٥ ، وقفت مصر على أعتاب لحظه تاريخيه ، حين افتتح
الرئيس " عبد الفتاح السيسي "
مشروع قناة السويس الجديده ، وسط احتفاء عالمي بوصفه أحد أضخم الإنجازات الهندسيه في القرن الحادي والعشرين .
واليوم ، ونحن نُحيي مرور عشر سنوات على هذا الحدث المفصلي ، نستعرض معًا ما تحقق ، وما يواجه المشروع من تحديات ، وما يحمله من آمال لمستقبل الوطن .
جاء مشروع قناة السويس الجديده استجابةً لحاجه ملحّه إلى مضاعفة قدرة القناه على استيعاب حركة التجاره العالميه ، وتقليل زمن عبور السفن ، وتحسين ترتيب مصر كمركز لوجستي عالمي .
المشروع شمل حفر قناة موازيه بطول ٣٥ كم ، إلى جانب توسعه وتعميق ٣٧ كم إضافيه من المجرى القديم ، في إنجاز تم في زمن قياسي لم يتجاوز ١٢ شهرًا ، وبتكلفه تم تمويلها بالكامل من الشعب المصري .
ما تحقق خلال ١٠ سنوات :
زيادة القدره الاستيعابيه من ٤٩ إلى نحو ٩٧ سفينه يوميًا .
تقليص زمن انتظار السفن من ١١ إلى ٣ ساعات فقط .
ارتفاع الإيرادات السنويه من ٥،٣ مليار دولار (عام ٢٠١٤) إلى أكثر من ٩،٤ مليار دولار في عام ٢٠٢٣ .
إطلاق المنطقه الاقتصاديه لقناة السويس التي جذبت استثمارات صناعيه وخدميه ضخمة، وأسست لمدن صناعيه وموانئ حديثه على ضفتي القناه .
توطين صناعات استراتيجيه وزيادة فرص العمل في محور قناة السويس .
لم تكن القناة مجرد مشروع ملاحي ، بل امتدادًا لرؤيه استراتيجيه جعلت من مصر قلب التجاره العالميه ، بربط البحرين الأحمر والمتوسط ، وتعزيز حضورها في المعادلات الاقتصاديه الدوليه ، خاصة مع تنامي التنافس على طرق التجاره البديله في العالم .
التحديات التي واجهت المشروع :
أزمة البحر الأحمر وتهديدات ميليشيات الحوثي ، التي تسببت منذ نهاية ٢٠٢٣ في تراجع عدد السفن العابره إلى نحو الثلث ، وخسائر تقديريه تخطت ٦ مليارات دولار .
التباطؤ في حركة التجاره العالميه بفعل الأزمات الاقتصادية العالميه .
لكن رغم ذلك ؛ لا تزال قناة السويس تُحافظ على مكانتها ، وتستعد لمزيد من التطوير لتواكب المتغيرات .
أعلنت الهيئه العامه لقناة السويس عن خطة توسعه مستقبليه لتعميق المجرى وزيادة عدد مناطق الازدواج ، مع التركيز على تعزيز الأمن البحري وتحديث الخدمات اللوجستيه ، بما يحافظ على ريادة القناة في ظل المنافسه الدوليه ، ويضمن تدفق الإيرادات لصالح الاقتصاد الوطني .
خاتمه :
قناة السويس الجديده ليست مجرد ممر مائي ،بل رمز لقدرة المصريين على التحدي والبناء
ونموذج حي على ما يمكن إنجازه حين تلتف الأمة حول هدف وطني .