اعداد:محمد الفحله
في خطوة تعكس حرص مصر على تعزيز قدراتها الدفاعية وتحديث منظومتها العسكرية، أعلنت القاهرة في 15 أبريل 2025 عن تسلّم ثلاث وحدات بحرية متطورة من الاتحاد الأوروبي، ضمن اتفاقيات تعاون عسكري تمتد لسنوات، وتهدف إلى رفع كفاءة الأسطول البحري المصري وتوسيع قدراته العملياتية.
الصفقة التي وصفتها مصادر عسكرية بأنها "نوعية ومؤثرة"، تأتي في إطار توجه استراتيجي متكامل تبنته القيادة العامة للقوات المسلحة لتطوير الأسطول البحري، بما يتماشى مع التحديات الأمنية التي تواجهها مصر على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، خصوصًا في البحرين المتوسط والأحمر.
تعزيز الوجود البحري
الوحدات البحرية الجديدة، التي لم يتم الكشف الكامل عن تفاصيلها لأسباب تتعلق بالأمن القومي، يُعتقد أنها تشمل فرقاطات متعددة المهام أو قوارب صواريخ متطورة، مزوّدة بأحدث أنظمة الاستشعار والرصد والتوجيه، وقادرة على أداء مهام متنوعة تشمل مكافحة الغواصات، تأمين الممرات البحرية، ومواجهة التهديدات غير التقليدية.
وتعزز هذه الخطوة من قدرة مصر على حماية مصالحها الاقتصادية في المياه الإقليمية، لا سيما في ظل التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر وتنامي المخاطر المرتبطة بحرب الممرات المائية، والتحديات المحيطة بقناة السويس، والتي تُعد شريانًا حيويًا للتجارة العالمية.
شراكة استراتيجية مع أوروبا
تسليم هذه الوحدات البحرية يأتي تتويجًا لتعاون عسكري طويل الأمد بين مصر وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، خصوصًا فرنسا وإيطاليا وألمانيا، التي تعتبر من الشركاء الرئيسيين في تحديث تسليح الجيش المصري خلال العقد الأخير. وتندرج هذه التحركات ضمن رؤية مصرية واضحة تهدف إلى تنويع مصادر التسليح وتعزيز الشراكات الدفاعية مع قوى إقليمية ودولية كبرى.
وفي تصريحات رسمية، أكد مصدر عسكري أن "هذه الوحدات تمثل إضافة قوية للأسطول البحري، وستُسهم في دعم جهود مصر لحماية أمنها القومي وتأمين حدودها البحرية ومصادر الطاقة في البحر المتوسط".
رسالة ردع واستعداد
في ظل الأوضاع الجيوسياسية المتوترة في المنطقة، وخاصة بعد تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وتهديدات الأمن البحري في منطقة باب المندب، فإن هذه التعزيزات البحرية تأتي أيضًا كرسالة ردع واضحة، تؤكد أن مصر جاهزة لحماية مصالحها وممارسة دورها الإقليمي بثقة واقتدار.
ويؤكد مراقبون أن هذه الخطوة ليست معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة متواصلة من التحديثات التي يشهدها الجيش المصري، في البر والبحر والجو، بما يعزز مكانته كواحد من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط وأفريقيا.