تم نسخ الرابط

زيارة الرئيس السوري إلى الإمارات: خطوة نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية

زيارة الرئيس السوري إلى الإمارات: خطوة نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية

بورسعيد - Mohamed Elfahla نشر فى: 2025-04-14 07:16:57 اخر تحديث: 2025-04-14 07:18:40

اعداد: محمد الفحله

في خطوة تعكس تغيرًا مهمًا في المشهد السياسي للمنطقة، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الرئيس السوري أحمد الشرع في أول زيارة رسمية له منذ توليه منصب الرئيس. الزيارة، التي جرت في 14 أبريل 2025، تعتبر نقطة تحول بارزة في العلاقات بين الدولتين، وتفتح آفاقًا جديدة لإعادة تأهيل سوريا على الساحة العربية والإقليمية.

تعزيز العلاقات الثنائية

الزيارة تأتي في وقت حساس، حيث يعاني الوضع السوري من تبعات الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن، إضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي فرضته العديد من الدول الغربية والعربية على دمشق. ومنذ بداية النزاع في سوريا، كان الموقف العربي بشكل عام في حالة من التردد والانقسام حيال التعامل مع الحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد. إلا أن الإمارات، التي كانت من بين الدول التي أبقت على قنوات الاتصال مفتوحة مع دمشق، قد نجحت في مسعى إعادة سوريا إلى الحاضنة العربية.

خلال اللقاء، تباحث الشيخ محمد بن زايد والرئيس الشرع حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات متعددة، بما في ذلك الاقتصاد، التجارة، والاستثمار، إضافة إلى التنسيق السياسي. كما أكد الجانبان أهمية استمرار التعاون لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية المشتركة، خصوصًا في ضوء التقلبات المستمرة في المنطقة.

تأثير الزيارة على العلاقات العربية

تعد زيارة الرئيس السوري خطوة مهمة نحو تطبيع العلاقات بين سوريا ودول الخليج العربي. الإمارات كانت قد بدأت مؤخرًا في تقوية علاقاتها مع دمشق، حيث كانت أبوظبي من بين أولى العواصم التي أبدت استعدادها لإعادة بناء جسور التعاون مع سوريا بعد سنوات من العزلة السياسية.

الزيارة لها تأثير كبير على مساعي إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية، وهو أمر طالما سعى إليه النظام السوري منذ بداية الأزمة. الخطوة الإماراتية قد تكون بداية لخطوات أوسع من قبل الدول العربية الأخرى، والتي قد تفتح الطريق أمام تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية في المستقبل.

المواقف الدولية وتأثير الزيارة

على الرغم من الترحيب الكبير الذي لاقته الزيارة على المستوى العربي، إلا أن المواقف الدولية تظل حذرة. الدول الغربية، خصوصًا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لا تزال تحافظ على موقفها السلبي حيال النظام السوري، مشيرة إلى أن "الإصلاحات السياسية" و"العدالة الانتقالية" لا تزال مفقودة في سوريا. ومع ذلك، تبدو الإمارات من خلال هذه الزيارة عازمة على متابعة سياسة الانفتاح على دمشق وتطوير العلاقات الثنائية، وهو ما قد يؤدي إلى تحديات دبلوماسية مع بعض القوى الدولية.

مستقبل العلاقات السورية الإماراتية

الزيارة التي جرت بين الرئيس السوري والرئيس الإماراتي تبشر بمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين. من المتوقع أن تفتح هذه الزيارة الباب أمام فرص اقتصادية جديدة لسوريا، خاصة في ظل إعادة بناء البلاد بعد سنوات من الدمار. الإمارات، التي تمتلك خبرات واسعة في مجالات مثل البناء والبنية التحتية، يمكن أن تكون أحد اللاعبين الرئيسيين في مشاريع إعادة الإعمار السورية.

في المقابل، تعكس هذه الزيارة أيضًا تحولًا في الموقف الإماراتي تجاه النزاعات الإقليمية، حيث تسعى الإمارات إلى لعب دور أكبر في إعادة تشكيل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، بعيدًا عن الصراعات العسكرية المباشرة.

الختام

زيارة الرئيس السوري إلى الإمارات في 14 أبريل 2025 تمثل منعطفًا في سياسة العلاقات العربية، وتعكس رغبة حقيقية في إعادة سوريا إلى الحاضنة العربية. مع استمرار الأوضاع الإقليمية المتقلبة، تظل هذه الخطوة محط اهتمام كبير، حيث يتطلع الجميع إلى نتائج هذه الزيارة في مجال السياسة، الاقتصاد، والتعاون الأمني.