اعداد:محمد الفحله
في تصعيد جديد للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، قامت إسرائيل في 14 أبريل 2025 بقصف مستشفى المعمداني في المدينة، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل. هذه الهجوم يأتي في وقت حساس للغاية، حيث يعاني القطاع من أزمة صحية خانقة بسبب الحروب المستمرة والحصار المفروض عليه منذ سنوات.
الهجوم وتأثيره على القطاع الطبي
مستشفى المعمداني، الذي يعد واحداً من أبرز المنشآت الطبية في غزة، كان يُعتبر بمثابة نقطة الأمل للمئات من المرضى والمصابين الذين كانوا يعتمدون عليه في تلقي العلاج. القصف الإسرائيلي دمر العديد من أقسام المستشفى الحيوية بما في ذلك غرف العمليات والعناية المركزة، مما أسفر عن وقف جميع الخدمات الطبية به بشكل فوري.
أطباء وممرضون في المستشفى أكدوا في شهاداتهم أن الهجوم وقع خلال ساعات الذروة، مما أسفر عن إصابة العديد من الكوادر الطبية بجروح وتدمير المعدات الطبية التي كانت تُستخدم في معالجة المصابين من المدنيين الذين يعانون من جراح الحرب.
تداعيات الهجوم على القطاع الصحي
تجريد قطاع غزة من مرافقه الطبية يثير المخاوف بشأن انهيار النظام الصحي في القطاع بشكل تام. في ظل الحصار المستمر على غزة، لا توجد موارد طبية كافية لتلبية احتياجات السكان المتزايدة، ويعاني القطاع من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية.
منظمات الصحة الدولية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية (WHO) وصليب الأحمر، عبرت عن قلقها البالغ من استهداف المنشآت الطبية في غزة، محذرة من أن الهجوم على مستشفى المعمداني يمثل تهديدًا خطيرًا للحياة الإنسانية في المنطقة. وقد أشار المتحدثون باسم هذه المنظمات إلى أن استمرار استهداف المستشفيات والمرافق الصحية سيكون له تداعيات كارثية على قدرة غزة في مواجهة الأوبئة والمشاكل الصحية الأخرى التي تواجهها.
تصريحات محلية ودولية
في ردود فعل محلية، اعتبر المسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية أن هذا الهجوم يهدف إلى تجريد غزة من أهم مقومات الحياة الأساسية. وقال الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم الوزارة، "هذا الاعتداء ليس مجرد استهداف لمستشفى، بل هو استهداف للإنسانية في غزة. هذا العمل يزيد من معاناة المواطنين في وقت يحتاج فيه الناس إلى الرعاية الطبية أكثر من أي وقت مضى."
أما على الصعيد الدولي، فقد أدانت العديد من الحكومات والمنظمات الإنسانية الهجوم على مستشفى المعمداني. ومن بين هذه الدول، حذرت الأمم المتحدة من أن استهداف المنشآت الطبية في النزاعات المسلحة يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تحقيق فوري في الهجوم على المستشفى ومحاسبة المسؤولين عنه.
مستقبل القطاع الطبي في غزة
مستقبل القطاع الطبي في غزة يظل غامضًا، خصوصًا في ظل تزايد الاعتداءات العسكرية التي تستهدف المنشآت الطبية. ومع تدمير مستشفى المعمداني، تزداد الضغوط على المستشفيات الأخرى التي تعمل في ظروف مشابهة من نقص حاد في المعدات والموارد.
إلا أن هناك أملًا في استمرار الجهود الدولية لإرسال المساعدات الطبية إلى القطاع، بالإضافة إلى الحاجة الملحة لوقف هذه الهجمات الموجهة ضد المؤسسات الطبية. في هذه الظروف الصعبة، تبقى الأسئلة كبيرة: هل ستتمكن غزة من الحفاظ على خدماتها الصحية؟ وهل ستنجح الجهود الدولية في وضع حد لهذه الانتهاكات؟
بينما يستمر المدنيون في دفع الثمن الأكبر للحروب المستمرة، تبقى الحاجة إلى حماية المنشآت الطبية ووقف التصعيد العسكري في غزة أمرًا بالغ الأهمية إذا ما أردنا ضمان حق المواطنين في الرعاية الصحية الأساسية.