اعداد: محمد الفحله
شهدت مدينة غزة، فجر اليوم الأحد، تصعيدًا خطيرًا في الهجمات الجوية الإسرائيلية، حيث استهدفت غارة صاروخية مبنىً داخل مستشفى المعمداني، أحد أبرز المراكز الطبية في القطاع، ما أدى إلى تدمير شبه كامل لقسم الطوارئ وإلحاق أضرار جسيمة بمرافق طبية أخرى.
وأكدت مصادر طبية وشهود عيان أن صاروخين سقطا مباشرة داخل حرم المستشفى الواقع في حي الزيتون، مخلفين دمارًا واسعًا، دون أن ترد حتى اللحظة تقارير رسمية حول عدد الضحايا. وأفادت إدارة المستشفى أن الانفجارات تسببت في حالة من الهلع بين المرضى والعاملين، ودفعت الطواقم الطبية لإخلاء بعض الأقسام خشية تعرضها لهجمات إضافية.
استهداف مباشر أم "أضرار جانبية"؟
فيما لم تصدر وزارة الدفاع الإسرائيلية بيانًا رسميًا بعد، تحدثت تقارير غير مؤكدة في الإعلام العبري عن "نشاط لمجموعات مسلحة" قرب الموقع، وهو التبرير الذي غالبًا ما تستخدمه السلطات الإسرائيلية لتبرير ضرب أهداف مدنية.
من جانبه، دان الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الهجوم، معتبرًا إياه "جريمة حرب مكتملة الأركان" تستهدف البنية التحتية الصحية للقطاع الذي يعاني أصلًا من حصار خانق ونقص حاد في الإمدادات الطبية.
ردود فعل دولية مرتقبة
ومن المتوقع أن يثير هذا القصف ردود فعل دولية واسعة، خصوصًا في أوساط المنظمات الحقوقية والإنسانية التي طالما نددت باستهداف المرافق الصحية خلال النزاعات المسلحة. وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت مرارًا من المخاطر الكارثية لاستهداف المستشفيات في مناطق النزاع، معتبرة أن "المنشآت الطبية يجب أن تظل دائمًا خارج مرمى النيران".
واقع صحي هش في ظل حصار مستمر
ويأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه القطاع أزمات متراكمة على المستوى الصحي والمعيشي، مع بنية تحتية طبية متهالكة ونقص في الكوادر الطبية، ما ينذر بكارثة إنسانية في حال استمرار القصف واستهداف المنشآت الحيوية.
تجدر الإشارة إلى أن مستشفى المعمداني يُعد من أقدم المستشفيات في غزة، ويقدم خدماته لآلاف المرضى شهريًا، خصوصًا في ظل تزايد الإصابات الناتجة عن التصعيدات العسكرية المتكررة في المنطقة.