اعداد:محمد:الفحله
في تصعيد جديد للصراع المستمر في قطاع غزة، شنت القوات الإسرائيلية غارة جوية عنيفة استهدفت حي الشجاعية المكتظ بالسكان شرق مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة. ولا تزال فرق الإنقاذ تحاول انتشال الضحايا من تحت أنقاض المنازل المدمرة، وسط صعوبات كبيرة ناجمة عن نقص المعدات الطبية والوقود.
وقالت مصادر محلية إن الغارة جاءت في وقت مبكر من صباح اليوم، وضربت عدة منازل بشكل مباشر، مما ألحق دمارًا واسعًا بالبنية التحتية وأثار حالة من الذعر بين السكان.
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن "صدمته العميقة" إزاء الأوضاع المأساوية في غزة، واصفًا القطاع بـ"ساحة قتل"، وذلك في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي مساء أمس. وأضاف غوتيريش: "لقد مضى أكثر من شهر دون وصول مساعدات إنسانية إلى غزة، وهو أمر غير مقبول أخلاقيًا وإنسانيًا"، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لضمان دخول الإمدادات الطبية والغذائية إلى المدنيين المحاصرين.
وتأتي هذه التطورات في ظل تدهور غير مسبوق للأوضاع الإنسانية في القطاع، الذي يرزح تحت حصار خانق منذ أشهر. وبحسب بيانات من منظمات الإغاثة، فإن أكثر من 80% من سكان غزة يفتقرون إلى المياه النظيفة والكهرباء، بينما تواجه المستشفيات شللًا شبه تام بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية.
من جهة أخرى، لم يصدر تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي بشأن الغارة على حي الشجاعية، لكن متحدثًا باسم الجيش الإسرائيلي صرّح في وقت سابق بأن العمليات العسكرية مستمرة لـ"ضمان أمن إسرائيل" ومنع إطلاق الصواريخ من داخل القطاع.
وبينما تتواصل أعمال القصف، تتعالى النداءات الدولية لوقف إطلاق النار واستئناف مفاوضات تهدف إلى الوصول إلى تهدئة دائمة، في وقت يبدو فيه الأفق السياسي مسدودًا.