في ظل التطورات العسكرية المتسارعة في الشرق الأوسط، يواصل الجيش المصري تعزيز قدراته الدفاعية والهجومية عبر تحديث منظومته التسليحية، ما يجعله قوة إقليمية مؤثرة في موازين القوى بالمنطقة. وقد سلط تقرير نشرته "سكاي نيوز عربية" في 3 مارس 2025، تحت عنوان "جيش الحسم.. تسليح الجيش المصري الحديث يرعب إسرائيل"، الضوء على مدى تأثير التحديثات العسكرية التي يشهدها الجيش المصري على توازن القوى في المنطقة، خاصة في ظل قلق تل أبيب المتزايد من تصاعد قدرات القوات المسلحة المصرية.
تحديث شامل للقدرات العسكرية
تقوم القوات المسلحة المصرية بتنفيذ خطة طموحة لتحديث ترسانتها العسكرية، تشمل تعزيز أسطولها البحري والجوي، وامتلاك أحدث أنظمة الدفاع الجوي والمركبات المدرعة، بالإضافة إلى تطوير قدراتها في الحرب الإلكترونية والطائرات المسيرة.
ومن أبرز صفقات التسليح التي عززت قوة الجيش المصري في السنوات الأخيرة:
- الطائرات المقاتلة المتطورة، مثل مقاتلات رافال الفرنسية، والطائرة الشبحية إف-35 (وفق تقارير غير مؤكدة).
- الغواصات الحديثة، من طراز تايب 209 الألمانية، التي تعزز قدرات الردع البحري.
- حاملات الطائرات المروحية، مثل الميسترال الفرنسية، والتي تعد إضافة نوعية للقوة البحرية المصرية.
- أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، مثل منظومات إس-300 وبوك إم3 الروسية، التي توفر حماية فائقة ضد التهديدات الجوية المختلفة.
- الطائرات المسيرة المسلحة، التي عززت قدرات الاستطلاع والهجمات الدقيقة عن بُعد.
تأثير التحديثات العسكرية على إسرائيل
يشكل هذا التحديث العسكري مصدر قلق لإسرائيل، التي تراقب عن كثب التطورات في قدرات الجيش المصري. ورغم اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين منذ عام 1979، فإن تل أبيب تنظر إلى القوة العسكرية المصرية على أنها أحد العوامل التي يمكن أن تؤثر على تفوقها النوعي في المنطقة.
ويرى محللون عسكريون أن إسرائيل تتبنى استراتيجية تعتمد على التفوق التكنولوجي في أي مواجهة مستقبلية محتملة، لكن التحديثات المصرية تقلص الفجوة العسكرية بين البلدين، مما يعزز ميزان الردع لصالح القاهرة، ويحدّ من حرية الحركة الإسرائيلية في المنطقة.
رسائل سياسية وعسكرية
لا تقتصر أهداف تحديث الجيش المصري على البعد العسكري فحسب، بل تحمل هذه الخطوات رسائل سياسية واضحة، مفادها أن القاهرة تسعى للحفاظ على مكانتها كقوة إقليمية فاعلة، قادرة على حماية مصالحها الاستراتيجية وتأمين حدودها ومجالها الحيوي في البحرين الأحمر والمتوسط.
كما أن التطورات العسكرية المصرية تعزز التعاون مع دول عربية وأفريقية، وتؤكد قدرة الجيش المصري على مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة، بما في ذلك الإرهاب والتدخلات الإقليمية التي تهدد استقرار المنطقة.
ختامًا
يستمر الجيش المصري في تحديث قدراته القتالية بما يواكب التحديات الحديثة، وهو ما يجعل منه قوة لا يُستهان بها في المنطقة. ومع استمرار تطوير منظومته التسليحية، تبقى القاهرة لاعبًا رئيسيًا في المعادلة الإقليمية، قادرة على حماية أمنها القومي وردع أي تهديد محتمل، في ظل توازن عسكري جديد بدأت ملامحه تتشكل في الشرق الأوسط