مع أذان المغرب، تتحول شواطئ بورسعيد إلى موائد مفتوحة تجمع العائلات والأصدقاء في أجواء رمضانية ساحرة، حيث يحرص الكثيرون على تناول الإفطار على البحر وسط نسمات الهواء العليلة ومنظر الغروب الخلاب، ما يضفي طابعًا فريدًا على الشهر الكريم في المدينة الساحلية.
تقليد رمضاني يعكس الألفة والمحبة
أصبح الإفطار على شاطئ البحر من العادات الرمضانية المميزة في بورسعيد، حيث يتجمع الأهالي قبل موعد الإفطار حاملين معهم وجباتهم المنزلية والمشروبات الرمضانية، ليشاركوا اللحظات الجميلة في جو من الألفة والتواصل الاجتماعي.
يقول أحمد حسن، أحد سكان بورسعيد:
"الإفطار على الشاطئ أصبح عادة لا يمكن الاستغناء عنها، فهو يمنحنا فرصة لقضاء وقت ممتع مع العائلة، والاستمتاع بالهواء الطلق بعد يوم طويل من الصيام."
ملتقى العائلات والأصدقاء
تجذب الشواطئ الكثير من العائلات والشباب الذين يبحثون عن إفطار هادئ وسط الطبيعة، حيث يفضل البعض إحضار أكلات شعبية مثل الفول والطعمية، المحشي، والمشويات، بينما يحرص آخرون على تحضير مشروبات رمضانية مثل الكركديه، العرقسوس، والتمر الهندي.
وفي هذا السياق، تقول مريم السيد، إحدى المشاركات في الإفطار الجماعي:
"الأجواء هنا رائعة، الأطفال يلعبون، والضحكات تملأ المكان، نشعر أننا في احتفال يومي يجمع الجميع."
مبادرات شبابية لإفطار الصائمين
إلى جانب التجمعات العائلية، ينظم متطوعون من الشباب مبادرات لإفطار الصائمين على الشاطئ، حيث يتم توزيع وجبات مجانية على المارة وعابري السبيل، في مشهد يعكس روح الخير والتكافل في رمضان.
يقول أحد المتطوعين:
"شهر رمضان فرصة لنشر المحبة، ونحاول تقديم المساعدة لكل من يحتاج وجبة إفطار، سواء من عمال الموانئ أو زوار المدينة."
طقوس رمضانية تمتد إلى السحور
لا يقتصر الحضور على وقت الإفطار فقط، بل تمتد الأجواء الرمضانية إلى وقت السحور، حيث يفضل البعض البقاء حتى الساعات المتأخرة من الليل، مستمتعين بالهدوء والصلاة على الشاطئ، بينما يجتمع آخرون حول أكواب الشاي الساخن في أجواء ودية.
بورسعيد تنبض بالحياة في رمضان
يبقى الإفطار على شاطئ البحر في بورسعيد واحدًا من أجمل المشاهد الرمضانية التي تجمع بين روحانية الشهر الفضيل وجمال الطبيعة، في تأكيد على أن رمضان في المدينة الساحلية ليس مجرد صيام وإفطار، بل تجربة اجتماعية وإنسانية متكاملة يعيشها أهلها بكل حب ودفء.
اعداد:محمدالفحله