تم نسخ الرابط

تهجير الشعب الفلسطيني: تاريخ من المعاناة ودور مصر في مساندة القضية.

تهجير الشعب الفلسطيني: تاريخ من المعاناة ودور مصر في مساندة القضية.

بورسعيد - Mohamed Elfahla نشر فى: 2025-02-21 16:33:34 اخر تحديث: 2025-02-21 16:33:34

*القاهرة -* منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، والشعب الفلسطيني يعيش واقعًا مريرًا من التهجير واللجوء، حيث تشرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي. وعلى مدار العقود الماضية، لعبت مصر دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني.

 *تاريخ التهجير الفلسطيني*

بدأت مأساة التهجير الفلسطيني مع حرب 1948، التي أدت إلى نزوح أكثر من 700 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم، ليتحولوا إلى لاجئين في دول الجوار، بما في ذلك الأردن ولبنان وسوريا ومصر. ومنذ ذلك الحين، استمرت سياسة التهجير القسري، خاصة مع احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، مما أدى إلى موجات جديدة من النزوح.

واليوم، يعيش أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيما يواصل مئات الآلاف العيش في مخيمات اللجوء التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.

 *دور مصر في دعم الفلسطينيين*

على مدار التاريخ، كانت مصر واحدة من أبرز الدول الداعمة للقضية الفلسطينية. فمنذ حرب 1948، استقبلت مصر آلاف اللاجئين الفلسطينيين، وقدمت لهم الدعم الإنساني والتعليمي والصحي. كما لعبت مصر دورًا رئيسيًا في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ودعمت حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولة مستقلة.

في عام 1948، فتحت مصر حدودها للاجئين الفلسطينيين، وسمحت لهم بالاستقرار في مناطق مثل قطاع غزة، الذي ظل تحت الإدارة المصرية حتى عام 1967. كما قدمت الحكومة المصرية منحًا دراسية للطلاب الفلسطينيين، وسمحت لهم بالعمل والاستثمار في البلاد.

على الصعيد السياسي، كانت مصر دائمًا في طليعة الدول الداعية إلى حل القضية الفلسطينية عبر حل الدولتين. وفي عام 1979، ربطت مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل بضرورة تحقيق سلام شامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني. كما لعبت مصر دورًا وسيطًا في العديد من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما في ذلك اتفاقيات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

*التحديات الحالية*

رغم الجهود المصرية، لا تزال القضية الفلسطينية تواجه تحديات جسيمة، خاصة مع استمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، والحصار المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007. وتواصل مصر تقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين، بما في ذلك فتح معبر رفح بشكل متقطع لتسهيل حركة الأفراد والبضائع.

في السنوات الأخيرة، زادت مصر من جهودها لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، خاصة بين حركتي فتح وحماس، بهدف توحيد الصف الفلسطيني وتعزيز موقفهم في المفاوضات مع إسرائيل.

*خاتمة*

تهجير الشعب الفلسطيني يظل أحد أبرز القضايا الإنسانية التي لم تحظَ بحل عادل حتى اليوم. وفي ظل هذه المعاناة، تبقى مصر شريكًا أساسيًا في دعم الحقوق الفلسطينية، سواء عبر الدبلوماسية أو المساعدات الإنسانية. ومع استمرار التحديات، يبقى الأمل في أن تحقق الجهود الدولية والإقليمية حلًا عادلًا يضمن للفلسطينيين العودة إلى ديارهم وإقامة دولتهم المستقلة.

 

*هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر المؤسسة                                                      بقلم: [mohamed elfahla]