تم نسخ الرابط

بورسعيد - Mohamed Elfahla نشر فى: 2025-06-04 13:05:08 اخر تحديث: 2025-06-04 13:05:08

ماذا لو لم تندلع الحرب الأخيرة على غزة؟
وماذا لو لم تُرتكب كل تلك المجازر؟
وماذا لو لم يُقتل هذا العدد الهائل من المدنيين؟
أسئلة تأملية تبدو عابرة، لكنها تُلقي الضوء على حقائق دفينة يعاني منها الشرق الأوسط منذ عقود.

لكن، ماذا لو كانت هذه الحرب، بكل مآسيها، هي اللحظة التي ستغير وجه المنطقة إلى الأبد؟

ماذا لو كانت نهاية الهيبة الإسرائيلية؟

منذ عقود، شكّلت إسرائيل في الوعي الإقليمي رمزًا للقوة والهيمنة العسكرية. لكن الحرب الأخيرة أظهرت هشاشة هذا التصور. الانقسامات السياسية الداخلية، تراجع الردع، وطول أمد الحرب دون حسم حاسم، كل ذلك يعيد رسم صورة إسرائيل في عيون جيرانها – ليس كقوة لا تُهزم، بل كدولة تعاني من أزمات بنيوية عميقة.

ماذا لو سقطت أوهام التطبيع؟

اتفاقات "أبراهام" رُوّج لها كطريق سريع للسلام والازدهار، لكن الحرب على غزة كشفت أنها كانت بناءً هشًّا فوق بركان خامد. الغضب الشعبي العربي أعاد وضع فلسطين في قلب المشهد، وفرض على الأنظمة إعادة النظر في علاقاتها مع تل أبيب، لا من منطلق العاطفة فقط، بل كضرورة للحفاظ على التماسك الداخلي.

ماذا لو ولد شرق أوسط جديد من ركام غزة؟

ربما للمرة الأولى منذ سنوات، نشهد تشكّل وعي سياسي جديد في المنطقة. الشعوب باتت أكثر تشككًا في التحالفات، وأكثر وعيًا بالمصالح، وأكثر قدرة على التأثير عبر الإعلام الرقمي. جيل كامل بات ينظر إلى العالم من نافذة غزة، لا كضحية، بل كمحور لتغيير قادم.

ماذا لو أصبحت غزة رمزًا للتحول؟

ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها غزة لحرب، لكنها ربما المرة الأولى التي يتحول فيها الدمار إلى لحظة وعي كاشفة على مستوى الإقليم. من مظاهرات نيويورك إلى شوارع عمان وتونس وجاكرتا، باتت غزة مرآةً لانقسام العالم، وصوتًا يحرج الصامتين، ويكشف الزيف.

خاتمة: ماذا لو كانت هذه البداية؟

ماذا لو كانت هذه الحرب، على قسوتها، بداية النهاية لمنظومة قديمة قامت على الاحتلال، والتواطؤ، والصمت؟
وماذا لو كانت أول صفحة في كتاب جديد يُكتب الآن في شوارع غزة، وفي عقول الشباب، وفي مراكز القرار؟
السؤال لم يعُد "ماذا لو"، بل: هل نحن مستعدون لما هو آتٍ؟