تم نسخ الرابط

الميتافيرس: بين الطفرة التكنولوجية والفقاعة الرقمية

الميتافيرس: بين الطفرة التكنولوجية والفقاعة الرقمية

بورسعيد - Mohamed Elfahla نشر فى: 2025-04-13 10:31:23 اخر تحديث: 2025-04-13 10:32:56

بقلم: محمد الفحله

في عالم تتسارع فيه الابتكارات التكنولوجية، برز مصطلح "الميتافيرس" كأحد أكثر المفاهيم المثيرة للفضول والجدل. واقع افتراضي ثلاثي الأبعاد، تفاعلي، يمتد ليشمل العمل، التعليم، الترفيه، وحتى العلاقات الاجتماعية. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه:
هل الميتافيرس هو المستقبل المحتوم للإنترنت، أم مجرد فقاعة رقمية جديدة تُنفخ الآن وستنفجر لاحقًا؟


 ما هو الميتافيرس؟

الميتافيرس هو بيئة رقمية متكاملة تحاكي الواقع، تسمح للمستخدمين بإنشاء "هويات رقمية" والتفاعل مع آخرين ومحتوى افتراضي باستخدام تقنيات مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR).
فهو ليس مجرد لعبة أو تجربة مؤقتة، بل طموح لإعادة تصميم الإنترنت نفسه ليصبح "مغمورًا"، حيث لا تتصفح الشبكة بل تدخل إليها وتعيش فيها.


الميتافيرس كتطور طبيعي

مؤيدو الميتافيرس يرونه الخطوة التالية لتطور الإنترنت، بعد الانتقال من النصوص إلى الصور، ثم الفيديو، والآن إلى العوالم التفاعلية. الشركات الكبرى مثل Meta (فيسبوك سابقًا)، مايكروسوفت، وجوجل، تضخ المليارات لتطوير هذه العوالم، مدفوعة برؤية أن المستقبل سيُبنى على أساسات رقمية بالكامل — من الوظائف إلى الممتلكات (NFTs)، ومن الاجتماعات إلى الحفلات الموسيقية.


أم فقاعة رقمية؟

لكن على الجانب الآخر، يرى منتقدو الميتافيرس أنه فكرة حالمة مبالغ فيها، تعتمد على الكثير من الافتراضات غير المثبتة. الإقبال الفعلي على الميتافيرس لم يكن بالحجم المتوقع، والأجهزة اللازمة لتجربة كاملة ما تزال مكلفة وغير منتشرة. كما أن هناك تساؤلات أخلاقية خطيرة تتعلق بالخصوصية، الإدمان، والتأثيرات النفسية والاجتماعية.


بين الطموح والواقع

قد لا يكون الميتافيرس فقاعة بالكامل، كما أنه ليس تطورًا حتميًا بالكامل أيضًا. هو مشروع طويل الأمد، مليء بالإمكانات والتحديات، يعتمد نجاحه على تطور التقنية، وتبني المستخدمين، وقدرة المجتمعات على تقبّل واقع افتراضي موازٍ للحياة الحقيقية.


 الخاتمة: المستقبل يصنع الآن

الميتافيرس، سواء أحببناه أم لا، أصبح حاضرًا في الأبحاث والاستثمارات وحتى في خيال الثقافة الشعبية. قد لا يتحقق كما نتخيله اليوم، وربما يتطور بشكل مختلف تمامًا، لكن المؤكد أن السؤال حول حدود الواقع والافتراض لم يعد مجرد خيال علمي… بل أصبح سؤالًا تقنيًا واقتصاديًا وثقافيًا، نعيشه ونشاركه يومًا بعد يوم.